أخبار

ترقب واسع لبيانات التضخم الأمريكية.. والمخاطر الصعودية قد تفرض نفسها

مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر وتوجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة


سيكون إصدار مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر سبتمبر، المقرر في الساعة 15:30 بتوقيت الرياض يوم الخميس، بمثابة اختبار جديد لمدى استمرارية تراجع التضخم. يأتي هذا في ظل نقاشات الفيدرالي الأمريكي حول قراره المرتقب بخصوص سعر الفائدة.


من المتوقع أن يظهر التقرير تضخمًا سنويًا بنسبة 2.3%، وهو انخفاض طفيف عن نسبة 2.5% المسجلة في أغسطس، وهي أقل نسبة منذ أوائل عام 2021. على الصعيد الشهري، يُتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.1% مقارنةً بزيادة 0.2% في أغسطس.


أما بالنسبة للأسعار الأساسية، التي تستثني تكاليف الغذاء والغاز المتقلبة، فمن المتوقع أن تسجل ارتفاعًا سنويًا بنسبة 3.2%، وهو نفس معدل الزيادة في أغسطس. كما يتوقع الاقتصاديون تباطؤًا طفيفًا في الزيادة الشهرية للأسعار الأساسية بنسبة 0.2% مقارنةً بزيادة 0.3% في أغسطس.


تحول الفيدرالي الأمريكي نحو سوق العمل


ورغم تباطؤ التضخم، إلا أنه لا يزال أعلى من الهدف السنوي المحدد من قبل الفيدرالي عند 2%. في المقابل، تحول الفيدرالي في الآونة الأخيرة إلى التركيز على سوق العمل، الذي أثبت مرونة غير متوقعة أمام ارتفاع أسعار الفائدة.


وكشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن سوق العمل أضاف 254 ألف وظيفة في سبتمبر، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين التي كانت عند 150 ألف وظيفة، بينما تراجع معدل البطالة إلى 4.1% من 4.2%.


نتيجة لهذا التقرير القوي، توقعات السوق بخصوص مسار الفائدة تغيرت؛ حيث يتوقع الآن خفضًا أصغر بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر بدلاً من خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.


كتبت فيرونيكا كلارك، اقتصادية في سيتي، في مذكرة: "نعتقد أن الفيدرالي سيجد صعوبة في عدم خفض الفائدة في نوفمبر"، وأضافت: "نتوقع استمرار التضخم المعتدل، مع تباطؤ في سوق العمل يدفع المسؤولين لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر بعد خفض أصغر في نوفمبر".


التضخم وتقلبات السوق المحتملة


رغم هذا التوجه، فإن قراءة قوية لمؤشر أسعار المستهلك قد تثير قلق الأسواق. كتب أوهسونغ كوون، استراتيجي الأسهم في بنك أوف أمريكا: "ستكون الأخبار الجيدة مفيدة للأسهم طالما لم يعاود التضخم الارتفاع". وأوضح: "بعد التقرير الإيجابي عن الوظائف، زادت أهمية مؤشر أسعار المستهلك لهذا الأسبوع".


وأضاف: "الأسهم قد تتحمل مفاجأة طفيفة في التضخم، لكن مفاجأة كبيرة قد تثير عدم اليقين حول دورة التيسير وتزيد من تقلبات السوق".


ارتفاع تكاليف الإسكان والخدمات الأساسية


لا يزال التضخم في تكاليف الإسكان والخدمات مثل التأمين والرعاية الصحية مرتفعًا، ما يعزز التضخم الأساسي. وذكرت كلارك: "نرى بعض المخاطر من التضخم القوي في مكونات كبيرة مثل الإيجار المكافئ لأصحاب المنازل".


وأشار بنك أوف أمريكا إلى أن ارتفاع تكاليف الإيجارات، السيارات المستعملة، وتذاكر الطيران قد يؤدي إلى قراءة أعلى لمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس شهري في سبتمبر. ومع ذلك، يتوقع المحللون في بنك أوف أمريكا استمرار تراجع التضخم على المدى المتوسط بفضل استقرار سوق العمل.


لكن هناك بعض المخاطر المحتملة مثل ارتفاع أسعار النفط وتكاليف الشحن العالية، التي قد تبطئ من وتيرة تراجع التضخم بشكل أكبر من المتوقع.

آخر المقالات