مقالات

هل سبق لك أن تساءلت عن العلاقة بين الأرز والشموع اليابانية؟ القصة تعود إلى أحد الشخصيات البارزة في تاريخ التحليل المالي، هوما مونهيستا، الذي يُعتبر الأب الروحي لمفهوم الشموع اليابانية.

أصل القصة

تعود جذور القصة إلى عائلة مونهيستا التي كانت تمتلك مزارع أرز شاسعة في اليابان. وبفضل الثروة والنفوذ الكبيرين اللذين تمتعت بهما العائلة، كان لدى مونهيستا القدرة على الوصول إلى معلومات دقيقة حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية للدولة. وقد مكّنته هذه المعلومات من اتخاذ قرارات دقيقة في السوق، خاصة في تجارة الأرز.

إلى جانب ذلك، قام مونهيستا بإجراء ملاحظات منتظمة على الأحوال الجوية، وهو ما يمكن اعتباره شكلاً بدائيًا من التحليل الأساسي الذي يستخدم اليوم في الأسواق المالية.

"التلغراف البشري" لمراقبة أسعار الأرز

لكي يحصل مونهيستا على المعلومات بسرعة ودقة، أنشأ نظامًا يُطلق عليه التلغراف البشري. هذا النظام اعتمد على تعيين أفراد على أسطح المباني وقمم الجبال لإرسال إشارات باستخدام الأعلام، مما أتاح له الحصول على بيانات لحظية (حسب معايير تلك الفترة) حول أي تغيرات في أسعار الأرز. كانت هذه الوسيلة فعّالة في تزويده بمعلومات دقيقة ومستمرة.

الجانب النفسي في التداول

عبر سنوات من مراقبة سلوك التجار في البورصة، أدرك مونهيستا أن العامل النفسي له تأثير كبير في حركة السوق. مشاعر الخوف والطمع والقلق التي سيطرت على التجار كانت تؤثر بشكل مباشر على أسعار الأرز. لذا، بدأ مونهيستا بوصف بعض الأنماط المتكررة التي تحدث في حركة الأسعار.

تطوير الشموع اليابانية

من هنا جاءت فكرة الشموع اليابانية التي طوّرها مونهيستا. فقد ابتكر طريقة لعرض أربعة أسعار مهمة في وقت واحد، وهي: الحد الأدنى، سعر الافتتاح، الحد الأقصى، وسعر الإغلاق. هذه الطريقة الفريدة أصبحت معروفة لاحقًا باسم الشمعة اليابانية، وهي أداة يستخدمها المتداولون اليوم لتحليل الأسواق المالية وفهم حركة الأسعار بشكل أفضل.

الخلاصة

تعكس قصة مونهيستا والشموع اليابانية كيف يمكن لتفكير تحليلي دقيق أن يُحدث ثورة في عالم التداول. تعلّم كيف تقرأ حركة الأسواق وتفهم العوامل النفسية وراءها، وستكون لديك فرصة أكبر لتحقيق النجاح.